جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هو المكتوب
يا ولدي قد مات شهيدا
من مات فداء للمحبوب
يا ولدي
بصرت ونجمت كثيرا
لكني لم اعرف ابدا فنجانا يشبه فنجانك
بصرت ونجمت كثيرا
لكني لم اعرف ابدا احزانا تشبه احزانك
مقدورك ان تمضي ابدا في بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك ان تبقى مسجونا بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه
وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
وبرغم الريح..وبرغم الجو الماطر والاعصار
الحب سيبقى يا ولدي احلى الاقدار
يا ولدي
بحياتك يا ولدي امرأة
عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالنعقود
ضحكتها انغام وورود
والشعر الغجري المجنون
يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب
هي الدنيا
لكن سماؤك ممطرة
وطريقك مسدود مسدود
فحبيبية قلبك يا ولدي
نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها..من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها..من حاول فك ضفائرها
يا ولدي مفقود..مفقود
يا ولدي.....يا ولدي
ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان
وستسأل عنها موج البحر وستسأل فيروز الشطآن
وتجوب بحارا وبحارا..وتفيض دموعك انهارا
وسيكبر حزنك حتى يصبح اشجارا
وسترجع يوما يا ولدي
مهزوما مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيا العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك يا ولدي
ليس لها ارض او وطن او عنوان
ما اصعب ان تهوى امرأى يا ولدي
ليس لها عنوان
الشعر الاصلي لنزار قباني
************************
جَلَسَت والخوفُ بعينيها
تتأمَّلُ فنجاني المقلوب
قالت:
يا ولدي.. لا تَحزَن
فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب
يا ولدي،
قد ماتَ شهيداً
من ماتَ على دينِ المحبوب
فنجانك دنيا مرعبةٌ
وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي..
وتموتُ كثيراً يا ولدي
وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض..
وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب
بحياتك يا ولدي امرأةٌ
عيناها، سبحانَ المعبود
فمُها مرسومٌ كالعنقود
ضحكتُها موسيقى و ورود
لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ..
وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود
فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي
نائمةٌ في قصرٍ مرصود
والقصرُ كبيرٌ يا ولدي
وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود
وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ..
من يدخُلُ حُجرتها مفقود..
من يطلبُ يَدَها..
من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود
من حاولَ فكَّ ضفائرها..
يا ولدي..
مفقودٌ.. مفقود
بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
لكنّي.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك
لم أعرف أبداً يا ولدي..
أحزاناً تشبهُ أحزانك
مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً
في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر
وتَظلَّ وحيداً كالأصداف
وتظلَّ حزيناً كالصفصاف
مقدوركَ أن تمضي أبداً..
في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع
وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ...
وترجعُ كالملكِ المخلوع..